الأربعاء، 1 فبراير 2017

نُبوءَةُ العَسَل ... بقلم : الشاعر إحسان الخوري .. من ديوان الشاعر الرابع .. نساء من شمع


نُبوءَةُ العَسَل ...
 بقلم : الشاعر إحسان الخوري
الصَّنَوْبَرُ يُحَاصِرُنِي ..
لَذَّةُ نَشْوَتِهِ تَدَوزَنتْ خَارَج الزَّمَنِ ..
وَعَبَقُ رَائِحَتِهِ يَقُودُنِي إِلَيْكِ ...
سَيِّدَتِي ...
اِخْلَعِي الفِرَاقَ أَمَامَ شَجَرَةِ الصَّنَوْبَرِ ..
فَأَنَا بِاِنْتِظَارِ زَمَنِ الاِحتِضَانِ ..
وَأَحْتَاجُ شَغافَ فُؤادِكِ لِيَأْوِيَنِي ...
سَيِّدَتِي ...
هَاتِي قَطفَةً مِنْ رُوحِكِ ..
لَا تَبْخُلِي ...
أَتَذَكَّرُ يَوْمَهَا ..
قُلتُ بِهَا سَأَهْرُبُ ..
فَطوَّحَ بِي بُعْدُكِ ..
وبِتُّ أشتاقُكِ ..
أَتَشَبَّثُ بِذِكْرَى أَنْفَاسِكِ ..
أُلَمْلِمُهَا ..
أسْأَلُكِ ..
هَلْ أَنَا لا زِلتُ مُغْرَماً بِكِ ..؟
فَأُطلِقُ نَظْرَاتِي الخَجُولَةَ ..
لأَنْتَظِرُ أَجْوِبَةَ فُؤَادِكِ ..
فَيَأْتِينِي الرَّدُّ مِنْ هَوَسِ حَوَاسِّي ..
وَمِنْ تَوْبَةِ نَهْدَيْكِ لِلِّقَاءِ ...
سَيِّدَتِي ...
نَهْدَاكَ مَا خَلْفَ صَمتِهِمَا ..؟
هَلْ هُمَا خَارَج الأعرَافُ ..!
مَا السِّرُّ فِي رُبُطِهما المُقْفَلَة ..!
رُبَّمَا يَتَعَلَّقُ الأَمْرُ بِدَهَشاتي ..
أَوْ بِاِرْتِفَاعِ المَوْجِ بِمَقَاسٍ خَيَالِيٍّ ..
أَوْ رُبَّمَا مِنْ الغِواية الشَّرِسَة..
أَمْ بِأَجْوِبَتِي الجَائِعَة...
سَيِّدَتِي ...
التُّوتُ المَطْرُوحُ عَلَى القِمَمِ ..
هَلْ سَيُنْكِرُنِي ..؟!
هَلْ يَبْقَى فِي فَمَيْ أَلْفِ سُؤَالٍ ..
هَلْ سَيُؤَجِّجُ التُّوتُ طَعْمَ الغَرَقِ ..
هَلْ تَعِبَتْ النَّهْدَانِ مِنْ الرَّقْصِ ..
أَمْ هِيَ شَرَاهَةُ التُّوتِ ..
وَشَرَاهَةُ نَظْرَاتُي المُحْتَرِقَة ...
سَيِّدَتِي ...
مَتَى تَكْتَمِلُ نُبُوءَةُ العَسَلِ ..
وَتَنْتَهِي هُدنَةُ النَّهْدَيْنِ ..
لِيَتَحَرَّكْ الشَّوْقُ العَالِقُ عَلَى شَفَتِي ..
فَيُلَوِّحُ لَهُمَا ..
يَحشُدُ القُبْلَات ..
يُحَرِّكُهَا بِكُلِّ فُضُولٍ ..
نَحْوَ العِطْرِ المَجْهُولِ الزَّمَنِ ..
فَتُرْتَطِمُ بِأَسْئِلَةِ المُحالِ ..
وَتَطفُو عَارِيَةً عَلَى النَّهْدَيْنِ ..
تَرتَعِشُ مِنْ لَسْعَةِ التُّوتِ ..
يَغْفُو بَعْضُهَا عَلَى أُرْجُوحَةِ الغُنْجِ ..
وَبَعْضُهَا يَحتَرِقُ فِي المَوَاقِدِ ...
لَكِنَّهَا لَنْ تُلْغِيَ مِشْوَارَهَا ..
تَسْلُبُ مِنْهُمَا شَيْئًا مِنْ النَّشْوَةِ ..
فَيُرشِدُهَا ظِلُّهُمَا إِلَى أُفْقِ السُّرَّةِ ..
تَقْلَقُ قَلِيلًا ..
تُوَضِّبُ الطَّرِيقَ ..
تُرِيدُ أَنْ تَشْبُعَ قَبْلَ السَّفَرِ الطَّوِيلِ ..
فتَصِلُ السُّرَّةَ ..
تُغَازِلُهَا ..
تَتَرَنَّحُ الأَخِيرَةُ وَهِيَ عَلَى الضِّفَافِ ..
َتَبدَأُ فِيهَا بالغَرامِ ..
وَتَنْتَهِي فِي التَّفَاصِيلِ المَاهِرَةِ الصُّنْعِ ..
ثُمَّ تنوصُ شُعلةُ النَّشْوَةِ ..
فَتَزِمُّ القُبْلَاتُ ذاتَها ..
 وَتَعَودُ عَلَى طُولِ المَسَافَة ....
من ديواني الرابع : نِساءٌ مِن شمع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق