الأحد، 8 يناير 2017

قصة مدينة خاطىة نثرية .. للشاعر الأستاذ / شريف العسيلي

قصة مدينة
 خاطىة نثرية
أنا لست من هنا؛؛
أنا لست من هناك؛؛
أنا لست غريب أحيا؛؛
أنا من القدس الشريفة؛؛
 أنا من هناك؛؛
أبي غصن ريحان عروقه من هنا؛؛
وأمي جذورها مقدسية؛؛
ترابها من هناك؛؛
في القدس؛؛
ألف مأذنة تصدح
وألف شيخ يصلي؛؛
وألف ألف عمامة؛؛
على حائط مسجدها القديم
عشعشت ألف حمامه؛؛
في القدس؛؛ صباحا؛؛
وعلى قارعة الطريق؛؛
أطفال تلعب في الحارة؛؛
طفل صغير يبيع قهوة عربية؛؛
وعند المساء؛؛
يبيعون أرواحهم وأجسادهم
ورؤوس تلتحف بكوفية؛؛
وترافص أكتافهم ؛؛
بعض من حطام الخبز ؛؛
و جعبة ماء وبندقية؛؛
في القدس؛؛
تلد أم طفلا يهوى الشهادة::
وشاب يحمل السكين::
وبنت تزغرد للشهيد::
 و عجوز تلد أطنان وأطنان::
 من الحجارة::
في القدس وفي ساحتها
تقف امرأة نصف عارية::
تبيع مفاتنها وتروج لبضاعتها
تنادي المارة
من يحب أن يشتري قذارتي
بلغة عبرية::
في القدس رجال تقف وراء الستار::
يخشون من الموساد الإعتقال::
يخافون القتل بصريح العبارة::
يطالبون بتصحيح المسار::
وخلف قضبان السجون يعدمون شنقا
دفاعا عن الإمارة::
في القدس ألف ألف قصة وهنا وهناك
ألف حكاية::
 وألف ألف رواية::
وعشق عربي لعربية ينتظرون
للقدس انتصار:
وهناك وفي الساحة
قرب منزلنا يحاول يهودي
إغتصاب بنت فتية::
 وصغيرة تبعده ترميه بالحجارة::
هناك وفي القدس
غيروا الأسماء::
وجعلوا البراق مبكي::
ويحاولوا أن يغيروا للأقصى
لون فبته؛:
ويحفرون تحت إبطه
ألف نفق وجورة::
 ينظرون من الحاخام الإشارة::
وهناك::
حيث نحن جالسون
تبكي شجرة الزيتون::
ويقتلون النوارس::
قد أخبرهم خائن هو من هنا
أن الحمام الزاجل
ينقل تحت جناحه رسائل::
 تحمل جمل الحرية::
وهناك قرب المقابر
 تقف النساء على المعابر::
وفي قلنديا هناك ومنذ أيام
يقتلون امرأة بقرار جائر::
ويراقبوها بعيون كافر
 حتى تنفق الضحية::ِ
وهناك في الخليل
وعلى هضبة الجليل
أم ثكلى وأخ يبكي خليل
وشهيد يلحقه شهيد
يبيعون أرواحهم بالجملة::
وهناك في غزة
يقطعون شباك الصيد
ويغرقون المراكب
يتهموا الصيادين بأفعال ردية:
في القدس::
يخاف يهودي على كلبه::
ومسؤول يخاف على قطته::
يطعموهاأحسن الطعام
علب من اللحوم المعقمه المعلبة
ولقمتهم هنية::
وهناك في القدس
حيث كنت هناك
أنفاس مهربة ؛:
وعلبة دخان مهربة::
وشرطي في ساحة الأقصى
على حصان يضرب
برأس عصاه المدببه::ِ
وهناك في القدس
يعرضون في سينما
الأطفال أبطال هوليود
ورعاع يهود
وعن الأرض الموعودة
 وافلام للنفس مرعبة::
وهنا وفي فلسطين::
عندما يولد الجنين
يسجلوا على
شهادة ميلاده شهيد
وهنا وهناك
وعلى سطح منزلنا القديم
يرفرف العلم::
 أحمر ألوانه يراه الأعمى من بعيد::
ولازال بين هنا وهناك
وعلى مفرق الرصيف
تنام أحلام القضية::
ولا زال بين هنا وهناك
عرب يرتدون القناع
مزجوا الليل في الصباح::
يدفعون ثمن الكراسي الدية::
 أو يقدموا أموال للغرب كهدية::
وهناك في القدس
وفي غرفتي::
وعلى مقعدي الخشبي::
أحاول أن اكتب قصيدتي::
أكتبها بعروق دمي::
أكتبها لأمي ولطفلتي
ولوطني ولدماء الشهداء النقية::
بقلم
شريف عبدالوهاب العسيلي
 فلسطين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق