الخميس، 19 يناير 2017

الثُمُولُ ... للشاعر إحسان الخوري ..من ديوان الشاعر الرابع .. نِساءٌ مِن شَمعٍ


الثُمُولُ ...
 بقلم : الشاعر إحسان الخوري
يااِمْرَأَةُ ...
أَيَّتُهَا المَعْجُونَةُ بِوَرْدِ البَنَفْسَجِ ..
أَنْتَ حِكَايَةُ أَزْمِنَةِ الجَمَالِ ..
حَقِيقةُ البَهَاءِ النَّاطِقِ ..
أَنْتَ المُتَفَرِّدَةُ السَّرْمَدِيَّةُ ..
المُتَحَوِّلَةُ مِنْ المُحالِ ..
الخُطُوطُ المَمْدُودَةُ بَيْنَ الجَنَّةِ وَالنَّارِ
ورُوحُكِ هي حُلُولُ المُسْتَحِيلِ ...
أَيُّ اِمْرَأةٍ أَنْتِ....
عَجَائِبُ جَسَدُكِ فَاقَتْ المَلَائِكَةَ ..
حَوَاسُّكِ تَنْبَعِثُ مِنْ مَنَازِلِ الورودِ ..
وذَاتُكِ السَّالِبَةُ نَهَبَتْ كُلَّ نَظَراتي ....
أخْبِرِينِي ...
هَلْ خُلِقْتِ من هَمَسَاتِ القَمَرِ ..
هَلْ أنتِ مَن سَرَقَ ذَاكِرَةَ وَجَدي ..
أَمْ أَنْتِ الفَرَحُ الجَامِعُ بَيْنَ أَنْحَائِي ....
يَا اِمْرَأَةُ ...
أَيَّتُهَا الهَالَةُ الكُلِّيَّةُ الوضَاءَةِ ..
أَكَادُ أَتَجَنَّنُ ..
تَعَالَيْ لِأَسْجُدَ أَمَامَ رُوحِكِ ..
تِلْكَ الطَّبَقَاتُ السَّمَاوِيَّةُ الأخَّاذَةُ ..
وَالرَّابِطَةُ لِرُوحِيَ الوَالِهَةِ ....
تَعَالَيْ ياامرَأةُ فِي غِيَابِكِ ...
في يَوْمِ تَعَاظُمِ ذَاتِكِ المَحْسُوسَةِ ..
في يَوْمِ تَزَاحُمِ أَشْيَاءِكِ الآسِرَةِ ..
يَوْمِ التَّهدِّي إِلَى أُنُوثَتِكِ الصَّارِخَةِ ..
لِأَعْبَقَ بأرَائِجِ أَوْرِدَتِكَ وفَائِحَةِ أُنُوثَتِكِ ....
أَنْتِ ياامرأةُ تَرْغَبِينَ ...
في الحَدِيثِ عَنْ شَفَتَيْكِ الذَّائِبَتَيْنِ ..
وعَنْ اِنْدِلَاعِ الأَمْكِنَةِ المُدْهِشَةِ ..
عَنْ لَسَعَاتِ الدَّهَشاتِ ..
عَنْ اكتِظاظِ الأُنُوثَةِ عِنْدَ نَهْدَيْكِ ..
وَسَطْوَةِ الحَرِيرِ عَلَى الخَلِيجِ الحَارِقِ ....
أَتَعْلَمِينَ ...
مَا جُنوحِي إلَّا فِكْرَةَ نَهْدَيْكِ ..
وَحَوَاسَّ لَهْفَتي الَّتِي تَتُوهُ بَيْنَ عَيْنَيْكِ ..
وَعِشْقِي المُتَمادي مِنْ صَرْخَةِ شَفَتَيْكِ ..
وَقُدْرَةَ سُرَّتِكِ الصَّامِتَةِ ..
وَأَسْرَارَ طلاسِمِ نَمَشاتِكِ ....
أَنَا يَا اِمْرَأَةُ ما نَسِيتُ ....
صَفْوَةَ الخَمْرِ فِي جِيدِكِ ..
وَلَا نَهْدَيكِ بِكُلِّ اِنْفِلَاتِهَا ..
وَأَنَا المُتَّهَمُ بِغِوايَةِ التُّوتِ ....
يَا اِمْرَأَةُ ...
رُوحُكِ لا زَالَتْ تَملَؤُني ..
تَسكُنُني ..
هيامي يَسوخُ فِي خَابِيَاتِ انتِظاري ..
وعَبَقُ مَسَاءَتُكِ يَتلبّسُني كالجَانِ ....
يَا اِمْرَأَةُ ...
اِسْأَلِي النَّجَمَاتَ المُتَخَفِّيَاتَ ..
لَكَمَ أُحِبُّكِ ...
اِسْأَلِي رُوحِي ..
هِيَ فِي الطَّرِيقِ إِلَى الحُلْمِ الطَّوِيلِ ..
وَلَكِنَّنِي سَأُخْبِرُكِ ..
أَنَا يَا اِمْرَأَةُ ..
لَمْ يُعَرْقِلْنِي أُحَمِّرُ شَفَتَيْكِ ..
فَأَنَا النَّاسِجُ لِكُلِّ حِكَايَاتِ العِشْقِ ..
أنا مَن دَرَّبَ عَينَيكِ على الدَّهْشَةِ ..
ونَحَتَ جَسَدَكِ بِرِيحٍ مِنْ القُبُلاتِ ..
أَنَا مَنْ أشْعَلَ اللَّيَالِي الحمراءَ ..
أَجَّجَ فِي دَاخِلِكِ المَوَاقِدَ ..
دَغْدَغَ مَنَابِعَ أُنُوثَتِكَ ..
دَفَعَ فُصُولَكِ لكي تَفُورَ ..
جَعَلَ تُوتَكِ يَرْتَعِشُ ..
لَمْلَمَ تَمتَمَاتَكِ وَشَهْقَاتَكِ ..
جَعَلَكِ تَشْتَهي الثُمُولَ ..
وَبَصَمَ بَصْمَتَهُ الأَخِيرَةَ للإنتِشَاءِ .....
من ديواني الرابع : نِساءٌ مِن شَمعٍ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق