كلمات .. للأديبة الأريبة الأستاذة / نسيمة بن سودة

كلمات...

مجموعة من الكلمات كانت تشبه النسيان الحارق المتواطئ مع كلّ لحظة تمرّد له، دون أن يكون لاسمكَ فيها مؤامرة المكوث على أعتاب الذاكرة ....مجموعة من أوراق الشجر تتساقط على أسطري كالقلاع العتيقة حين يهزمها الغزو المريع من كلّ جانب ...فهل يمكن للنسيان أن يكون الكتاب الذي يحوي صفحاتٍ منّي دون أن يغادر السحاب ؟ أم أنّ للخريف حكمة المدن التي تشبه أسماؤها ندف الثلج بعد ليلة يسكنها الصمت و تعصف بها الأسئلة..تتشرّبها الشقوق لتستقرّ غديرا يهنأ بالنوارس و هي تعلن عزفها إشراقة لجموح قصيدة تصحو على نبضها الأغنية من سبات تأرّج المسافات ...أحيانا أتساءل عن روحي ...كيف أمكنها أن تتأبّد نصل الزمن و يصهدها قلق مدينتي التي تعوّدت حكمُك و أنتَ تعلنُ سقوطها كلّ غياب لي و لك ...كان الإتفاق...الإنصراف...و كان المعنى...هل انصرفتَ...هل انصرفتُ...كانت الذاكرة ثقيلة بأشجار الياسمين ....كانت مليئة بظمأ الكلمات ....بالمطر الغزير بك...فهل حقّا مرّ الزمن و صوتي لم يعد صداه يأتيك عبر السطور ....فهل حقا أعلنتُ الحرب على الغياب و أنا أسدّ ثقوب الناي الحزين و أخنق الهواء العابر للصوت الجميل المنبعث من لجج الصبح...
....هدوء....هدوء....ذاكرتي....الآن....
اسمعْ تلك النقرات على نافذة قلبك من جديد ...هي تخفق في زمنك من وريدي ....هي الماضي و الحاضر ...هي همس الكلمات التي أخذتْ قرارها بالإستقرار في ضِرام الخافق....
أجلسَتْك على شاطئي تراقب الأبجديّة قبل النصّ الجديد....

نسيمة بن سودة...