روحي كطائر .. بقلم الأستاذة / رفاه زاير جونه

روحي كطائر 
بقلمي: رفاه زاير جونه
بغداد: العراق
حلقت روحي كطائر صغير في سربه ثم اضل الطريق، وجد السماء تلبدت بالغيوم. رعد وبرق ومطر غزير، فتوكل على الله مسبحا يرجوه، وطار يبحث مواصلا ، وبعد عناء، حط على غصن شجرة يلتقط أنفاسه، وقف لحظات مرتعدا وجلا محملقا في تلك الغابة الموحشة المطلية بالبياض. والله أعلم ما الذي مخفي تحت ذلك البياض، هدوء الطبيعة الخارجي، يخفي تحته ضجيجا، تأمل مرارا وكأنه في غيبوبة ، طار وواصل رحلة البحث ، هطل المطر، هز جناحيه المبتلة. أفردها محلقا عاليا، رأى في طيرانه البحار والسماء، وبدا متراقصا مع النسمات في أحضان السماء. فإذا بسربه قريب منه، قالوا: من غيرك قد آبينا الرحيل. هنيئا لك أيها الطائر وفاء سربك، أما نحن البشر ، فقد أصبحنا غرباء ، غرباء عن أهلنا وأحبابنا، غرباء عن أوطاننا وأنفسنا، فحلق يا طائري ، أفرد جناحيك وطر عاليا وخذ معك روحي. لأنها تأبى الظلم الذي ساد الأرض، فهو قد أتعبنا، ولم يعد جسدي قادرا على احتضان الاحلام والآمال. حلق يا طائري، وخذ معك روحي لأنها ولدت حرة وتأبى العيش، في جسدي البائس الذي أرهقته قسوة الايام، فانطفأت فيه شمعة الامل، فأبت أن تكون مظلمة كئيبة. حلق يا طائري وخذ معك روحي الى حيث لا حدود ولا قيود، خذها لحيث لا تغرب شمس الامل..........