الثلاثاء، 20 ديسمبر 2016

عَتَباتُ الوَداعِ ... للشاعر الرائع الأستاذ / إحسان الخوري

عَتَباتُ الوَداعِ ...
 بقلم : الشَّاعر إحسان الخوري
حبيبَتي لنْ أقرعَ أبوابَكِ ..
لقدْ قهرَني طولُ الغيابِ ..
أنهكَتني قساوةُ الاعتيادِ ..
والبكاءُ عندَ أنقاضِ تفَّاحةِ حوَّاءَ ...
حبيبَتي ..
ذاتي لا زالتْ تئِنُّ وتوَلوِلُ ..
وأنا ألوذُ اختِناقاً بالهُروبِ ..
أُمارِسُ صلاةَ العِشقِ المتآكلةِ ..
أُحَمِّلُ أشواقي علىٰ أدراجِ الرِّياحِ ..
وأوْدِعُ النَّوارسَ أحلاميَ النَّادمةَ ...
حبيبَتي ..
صدىٰ الحنينِ صراعٌ بِلا صوتٍ ..
أطلالُ الذِّكرياتِ كالسَّرابِ المُنقرِضِ ..
ونهداكِ لمْ يعودا كلَّ قوتِ أيَّامي ...
حبيبَتي ..
أذكرُ حينَ كنتُ أُواعدُكِ ..
عندَ الزَّمنِ المَغموسِ بالحُبِّ ..
أملأُ مَواقيتَ اللقاءِ بالقُبُلاتِ ..
أُشعِلُ المَواقدَ المَغمورةَ بالنَّبيذِ ..
أُغرِقُ كلَّ أنفاسي علىٰ الضِّفافِ ..
وتَحبُو شفتَيَّ في المِضيِّ والقُفولِ ...
حبيبَتي لماذاِ تركْتِني .. ؟!!
لِماذا تجرَّعْتِ كأسَ الافتراقِ ..
وأورقْتِ أبواباً مُوصَدة المراتيجِ ..
لِماذا غفوْتِ عندَ عَتباتِ الوداعِ ..
ثمَّ سافرْتِ خلفَ المطرِ كالبليلِ ..
ونسيتِني ..
فتغيَّبَتْ عن وَعيِها الإجاباتُ ...
حبيبَتي ..
طفقَتْ الحيرةُ تأكُلُني ..
لغزُ النَّارِ قدْ مسَّهُ الجنونُ ..
لهفَتي لي رغبةٌ في قضمِها ..
عطرُكِ لا زالَ يُراقِصُ جسَدي ..
يُراودُني ..
يسألُني عنْكِ بالمئةِ والآلافِ ..
شفتاكِ ..
غُنْجُ خصرِكِ ..
غمزاتُ عينيكِ ..
تشاقي نهديكِ ..
أسقطْتُ روحي وإلىٰ الأبدِ ...
حبيبَتي ..
لا شيءَ عسيرٌ ..
هلْ ستُلملِمي أيامَكِ وتعودي ..؟؟؟
لتهمسَ أنوثتُكِ في وَجديَ المُحترِقِ ..
تثملُ أنفاسي في عبقِ رائحتِكِ ..
وتعودُ حافياتُكِ للسَّيرِ علىٰ صَدري ..
فتلتهمُكِ نظَراتي حتَّىٰ أخمصَيكِ ..
 أمْ ستغيبُ فصولُكِ إلىٰ الأُفولِ ....
قصيدةٌ قديمةٌ من ديواني الثَّاني : أُنوثةُ امرأةٍ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق