الأحد، 27 نوفمبر 2016

مازلت صغيره...........بقلم الأستاذة / سبأ اليمن

مازلت صغيره...........
----------------------------------
ازدحمت الطوارئ التوليديه بحركه الممرضات لمساعده احداهن على الولاده لكن دون جدوى .....
تم استدعاء الطبيب المختص ......
مالذي يحدث هنا لما كل هذه الجلبه .........
دكتور حاله لم نستطع مساعدتها..
صرخ الطبيب ....فليخرج الجميع لقد اثرتن فوضى هنا... .....
اخذ سماعته وقام بالكشف على المرأه..... يسمع نبضات الجنين بجهاز صغير بيده .....
اخبريني كم لديكي اطفال......
اجابته بتالم .......انه اول طفل لي
نظر الطبيب لمريضته ليتحقق من عمرها .........كم عمرك ....؟
لاادري قبل ثلاثه اشهركان اول بلوغي ثم تزوجت .....
فتح عيناه بدهشه عارمه ووقف في مكانه وتامل لمريضته ......
وجه شاحب وعينان كبيرتان وانف مدبب صغير وفم كانه رسم على لوحه فنيه.......... ملامح جميله علاها السواد ويدان امتلئت بالقشور والتجاعيد كانها تبلغ من العمر دهرا............
من اين انتي صغيرتي ......
بلكنتها التهاميه المختلطه بالالم تجيب عليه .....انا من عبس .....
كان الطبيب ينظر الى مريضته بأسى كيف لفتاه بعمرها وبملامحها الجميله وطفولتها المسروقه ان تضيع ملامحها وتتحمل مشاق اكبر من في عمرها ......معروف ان في المناطق الحاره يصلن لمرحله البلوغ في سن مبكر ويسارع الاهالي بتزوجيهن للتخلص منهن لااعتقاد الاهالي انها اصبحت امرأه واصبحت مستعده لتحمل اعباء الحياه .......
لم يكتمل تكوينها الانثوي لتكون مستعده للزواج وتحمل صغير في احشائها صغيره تحتاج من يرعاها ان تلعب لاان تتزوج .....
صرخت الم مدويه من الفتاه جعلت الطبيب يعود لواقعه ويرى مريضته ......اهدئي صغيرتي ولاتخافي ستكونين بخير .....
نادى على الممرضه .....خذيها للغرفه الاخرى لعمل الفحوصات الازمه لابد من اجراء عمليه فلن تلد طبيعيا بعمر كهذا .....
امسكت بيده وهي تبكي واخذت تقبل يده....
ارجوك دكتور لااريد انا خائفه....
امسك بيدها ..... لاتخافي صغيرتي لن يصيبك شيئا ستكونين بخير باذن الله ولن تشعري باي الم اعدك بذلك .........
ذهب الطبيب معها وهي مازالت متشبثه بيده ويداها تترتجفان وصرخات الم وتاوهات مكتومه ودموع تسيل من على خديها وتساولات منها .......لما انا هنا كان لدي موعدا مع صديقتي بتحدى لعبه نط الحبل من يقز اكثر يفز لماذا اكون هنا الان لماذا ؟
في غرفه امتلئت بالااجهزه اضواء سلطت بوجهها الصغير...... الطبيب وعدد من الممرضات مكممين ...........ارتجافه خوف وتاهب للهروب ......اقترب الطبيب منها وازاح اللثام عن وجهه وبابتسامه حانيه هدئها ....الم اعدك انك ستكونين بخير ؟
هدئت قليلا رغم ارتجاف جسدها الصغير ......
اخبريني سحر هل لديك صديقات.......واين كنتي تلعبين معهن......
بداء الطبيب بسؤالها والحديث معها......وهي تجيبه حتى ثقل لسانها وبدات الاضواء تخفت ..... وجفنيها يثقلان واطرافها لم تعد تشعر بهما حاولت التمسك بيد طبيبها شعرت بالخوف مالذي يحدث لي لما ثقل جسدي ....لما تخفت الاضواء حولي ...لما ......
وغابت عن الوعي ......
فتحت عيناها بتثاقل اصوات مختلطه تلقي بالتهاني وتبارك لها بمولودها الجديد ......اقترب احدهم منها وبيده طفل ...
هاهو صغيرك لتنظري اليه كم هو جميل ....
صوت بكاء صغيرها جعلها تنهض من مكانها وتحمله بين ذراعيها تتامله وسال الدمع من عيناها...... من سيرعانا ياصغيري فلازالت بحاجه للرعايه اين ساذهب انا وانت بهذا العالم القاسي الحمدلله انك ولد لن تظلم كامك ولن تحرم من طفولتك بمجرد ظهور البلوغ لديك .....
تساقطت دموع الى فم صغيرها وبداء يتذوق مراره ولدت معه وسكون اصابه وتوقف عن البكاء ليعطي مجالا ليروى من دموع والدته الصغيره.......
ضمه حانيه لصغيرها وصارت وصغيرها في عالم بعيدا لايوجد احدا هناك سواهما.. ........
بقلمي :- سبأ اليمن


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق