حمّام الخميس
أدخل البيت مرهقا عند المساء، فقد أمضيتُ النّهار جريا وراء الإطار، أو في عراك مع الأولاد، حتّى أنّ آثار مخالبم على وجهي لا تنقطع!
اليوم هو الخميس، أوصتني أمّي أن أعود باكرا من أجل الحمّام.
تحمّمني أمّي مرّة واحدة في الأسبوع، على الرّغم من حاجتي اليوميّة للحمّام، لا أعرف لماذا؟!
ربّما لأنّها مشغولة دوما بالعجن والخبز والحقل والبهائم، أو ربّما لأنّها تسخّن الماء على نار الموقد، وهذا يستهلك الكثير من وقتها الضيّق، أنا أعذرها، إنّها تذيب نفسها لأجلنا!
ألجُ الباب، أقف أمامها، تنظر إليّ بحدّة وصرامة، تمسك رأسي، تنظر إليه ثم تقول:
يا ويلي! لماذا لم تذهب إلى الحلاق، من أين جاءتك جيوش القمل هذه!؟
تنزع ملابسي كلّها، تملأ كفّها بالكاز، وتفرك بها فروة رأسي، تتأمّل جسدي النّحيل، تأمرني بالجلوس جانبا، ثم تذهب إلى الموقد لتقفد الماء.
ليس لدينا حمّاما، ففي الصّيف تحمّمني في صحن الدّار وأنا جالس في الطّشت النّحاسي، وفي الشّتاء تحمّمني في عتبة البيت.
تصبّ عليّ الماء السّاخن، فأتذمّر، تقول: اخرس، لا ينظّف جسدك إلا الماء السّاخن!
تغسل رأسي ثلاثا بنفس الصّابون الذي تغسل به رقاع أخي الرضيع قائلة:
الصابون لا يحمل خُبثا، ليت البشر كالصّابون.
ثمّ تليّف جسدي ثلاثا أيضا بكلّ ما أوتيتْ من قوّة، حتّى أظنّ أنّ جلدي قد تبدّل!
تلفّني بالمنشفة، ثمّ تساعدني في ارتداء الثّياب النّظيفة معلّقة مع كل قطعة ثياب أرتديها:
يلزمك ثياب داخليّة، بدلا من هذه المليئة بالثّقوب!
نسيتُ أن أبدّل مطّاطة سروالك الرّخوة
هذا ثوب أخيك، صار صغيرا عليه، جرّبه
الآن صرتَ من بني آدم، أرجو أن تبقى نظيفا ليومين متتاليين!
تعفّر رأسي بالمسحوق الأبيض القاتل للقمل، الذي من المفترض أن تضعه قبل الحمّام، ثمّ تبرّر ذلك دون أن أسألها:
لكي يبقى في رأسك أطول مدّة ممكنة!
بعد الحمّام، أشعر باسترخاء وبراحة غريبة، وتبدأ جيوش النّوم بالزّحف نحوي، فأدخل في نوم عميق عميق!
إنها الآن فرصة أبي لينجب المزيد من الأولاد!
أدخل البيت مرهقا عند المساء، فقد أمضيتُ النّهار جريا وراء الإطار، أو في عراك مع الأولاد، حتّى أنّ آثار مخالبم على وجهي لا تنقطع!
اليوم هو الخميس، أوصتني أمّي أن أعود باكرا من أجل الحمّام.
تحمّمني أمّي مرّة واحدة في الأسبوع، على الرّغم من حاجتي اليوميّة للحمّام، لا أعرف لماذا؟!
ربّما لأنّها مشغولة دوما بالعجن والخبز والحقل والبهائم، أو ربّما لأنّها تسخّن الماء على نار الموقد، وهذا يستهلك الكثير من وقتها الضيّق، أنا أعذرها، إنّها تذيب نفسها لأجلنا!
ألجُ الباب، أقف أمامها، تنظر إليّ بحدّة وصرامة، تمسك رأسي، تنظر إليه ثم تقول:
يا ويلي! لماذا لم تذهب إلى الحلاق، من أين جاءتك جيوش القمل هذه!؟
تنزع ملابسي كلّها، تملأ كفّها بالكاز، وتفرك بها فروة رأسي، تتأمّل جسدي النّحيل، تأمرني بالجلوس جانبا، ثم تذهب إلى الموقد لتقفد الماء.
ليس لدينا حمّاما، ففي الصّيف تحمّمني في صحن الدّار وأنا جالس في الطّشت النّحاسي، وفي الشّتاء تحمّمني في عتبة البيت.
تصبّ عليّ الماء السّاخن، فأتذمّر، تقول: اخرس، لا ينظّف جسدك إلا الماء السّاخن!
تغسل رأسي ثلاثا بنفس الصّابون الذي تغسل به رقاع أخي الرضيع قائلة:
الصابون لا يحمل خُبثا، ليت البشر كالصّابون.
ثمّ تليّف جسدي ثلاثا أيضا بكلّ ما أوتيتْ من قوّة، حتّى أظنّ أنّ جلدي قد تبدّل!
تلفّني بالمنشفة، ثمّ تساعدني في ارتداء الثّياب النّظيفة معلّقة مع كل قطعة ثياب أرتديها:
يلزمك ثياب داخليّة، بدلا من هذه المليئة بالثّقوب!
نسيتُ أن أبدّل مطّاطة سروالك الرّخوة
هذا ثوب أخيك، صار صغيرا عليه، جرّبه
الآن صرتَ من بني آدم، أرجو أن تبقى نظيفا ليومين متتاليين!
تعفّر رأسي بالمسحوق الأبيض القاتل للقمل، الذي من المفترض أن تضعه قبل الحمّام، ثمّ تبرّر ذلك دون أن أسألها:
لكي يبقى في رأسك أطول مدّة ممكنة!
بعد الحمّام، أشعر باسترخاء وبراحة غريبة، وتبدأ جيوش النّوم بالزّحف نحوي، فأدخل في نوم عميق عميق!
إنها الآن فرصة أبي لينجب المزيد من الأولاد!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق