وهل في الشعر قبح؟...أخيرة...
أيها الشاعر..خذ لك وقتا ولو وجيزا واسترح..انظر إلى الناس حواليك..إنهم ينظرون إليك وينتظرونك..وخذ لك قصيدة لتدفع بها بعيدا عن الاختناق المحدق بك.إنهم يحاولون التأثير عليك...اشرع في القراءة جهرا لتتجاوز حالتك الصحية... حرك رأسك يمينا وشمالا وابتسم..أنت لست مريضا بداء الشعر..استمتع بشعر تحبه وتهواه..لا تبال بأحد..دافع عن هزيمتك وانتبه لتجربتك الرائدة ..فلا شك أن ذاكرتك تتوفر على مشاهد جمالية عالية ترتكن إليها وقت الحاجة لتجعل منك شاعرا بارعا وناقدا متمرسا ..ولا تترك نفسك تتجول لوحدك في أقبح الصور الشاعرية...احلم بموهبة تغريك بعناصر شعرية جديدة تمنحك الحرية والموهبة في الإبداع بدل بقائك في كتابة مقفرة تحس فيها بالخطر وتتيه في سراباتها المرعبة...أن تكتب في الغزل المكشوف هو أن تهتم بقبحه وفساد أخلاقه لتحس فيه بالبراءة وأنت تلامس حياتك الطفولية...دعك من هذا وذاك وتغن بخمرة لم تتذوقها أبدا ...أو استمتع بمرآة عارية وبلسان ثقيل..إنها أنت ... وهكذا خلقت..سر في اللغة عاريا..إنك لست وحدك ..وأما هم فيتنكرون ...من يمنعك من وصف غروب شمس وقت السحر أو قمر في منتصف النهار...من يمنعك سوى ضيق تفكيرك وقناعتك بفتات أخلاقياتك الممنوعة من الصرف...إن الشعر تجاوز الأساطير واستحوذ على الروح وفند الأكاذيب والفلسفات الغامضة...اذكر من المجازات ما ذكره عنترة ولم يستطع أحد أن يكلمه أو يستنكر قوله..لا لشيء إلا لأنه قادر على أن يكسر سيوفهم...عش أيامك ولياليك بالشعر... وابتعد عن الصور القديمة ...بله العروض والأوزان،وكذا الإيقاع والروي وقس على ذلك...باشر خيبتهم بالكفاية والاكتفاء... وستنتهي بك قصيدتك بعلوم جديدة في الحب إسمه العلم الجنساني وعلم الروح الانسانية البريئة وغيرهما...لماذا تتوجس وتحذر الشعر ولا تسوقه...أما تدري أن الشعر لا ينمو في الضجيج وأن كلماته لا تستمد مشروعيتها وخصوصيتها وإبداعاتها من الخارج...فانك إن أرغمت اللغة على ذلك، هزمتك لأنها ستتقوى بعزيمتك وإصرارك،فلا الشتيمة ستفارق كيانك ولا الحب قد يننتهي عندك لأن الجسد هو مجال فسيح تتغذى منه الروح...الروح الاهية..انه خلق مقدس عند ربه ...لذا استمع إليها لتشعر بتخوم الجسد.. وعليك أن تحبها...واسمح لي إن كنت مشاغبا بعض الشيء.. ولكن لا خوف عليك ولاسيما وأنك تأكل بصلا في شهر مارس...إن بكاء الشعر ليس مختبرا رخيصا،فأفصح عن برد رعشاتك وعجل فكرة الموت المؤجلة لديك مت تشاء وأنى تشاء واترك الغاوون في غيوانهم يعمهون....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق