(ظِلّي)
كنا نسير معا أمام خيام المعسكر، سألته: لماذا أنت هنا، لماذا أراك أينما ذهبنا، مع أنك جبان وبلا فائدة!؟
قال: اصمت! دعني الآن، فالقائد ينادينا...
هرعنا إليه فقال:
اذهبا وأحرقا كل المراكب والسفن الراسية على الشاطئ!
فسارعنا لتنفيذ الأمر، وأحرقنا كل المراكب والسفن، عدا مركب صغير، توسّل إلي ألا أحرقه، ثم جرّه وأخفاه بين الصّخور، قال:
لنترك هذا للقائد، ربّما أراد النّجاة بنفسه!
جمعنا القائد المسلم طارق بن زياد، الأمازيغيّ الهُمام في صعيد واحد، وقف على صخرة عالية، وأخذ يلوّح بالسيف:
أيّها الجند، العدوّ من أمامكم، والبحر من ورائكم، وليس أمامكم والله إلا الموت، أوالثّبات والصّبر والنّصر، فسيروا على بركة الله!
ثمّ بدأ زحف الجيش، والقائد الهمام على رأسه.
نظرتُ حواليّ فلم أجد صاحبي، قلت في نفسي، لقد ضاع بين الجموع ...
وبدأتْ المعركة الطّاحنة التي يشيب لها الولدان، لم يترك القائد أمامنا خيارا، إلا الموت أو النّصر، فكان أن منّ الله علينا بالنّصر!
عدنا إلى المعسكر، تفقّدتُ صاحبي بين الجرحى والقتلى فلم أجده، بل وجدته يجلس بثيابه النّظيفة على صخرة إلى جوار المركب، بادر بالقول:
لابد من أحد ليحرس مركب القائد!
وفي آخر عهدنا في الأندلس، كنت أراه يتنقّل بين ملوك الطّوائف من واحد لآخر، كلّما سقطت مملكة انتقل إلى أخرى دون حرج! حتّى غادرها وهو يحمل (بقجة) أبي عبدالله الصّغير ويبكي إلى جواره كالنّساء مُلكا مُضاعا لم يحافظوا عليه كالرّجال!
ولمّا تركنا المغرب وانتقلنا لصدّ هجوم المغول على المشرق، كان معنا، يقول لي ولباقي الجند: لا قِبل لنا بيأجوج ومأجوج، ولكنّه قاتل على استحياء، وفرح بالنّصر، أو لأقل بدقّة: فرح بالنّجاة!
نحن الآن في حلب الشرقيّة، التي يدكّها الرّوس بأعتى أنواع القذائف والصّواريخ، يذهب من خندق لخندق، يقول: كيف لبندقية أن تردّ طائرة؟!
أمسكته من تلابيبه وسألته:
لماذا أنت هنا؟ لماذا أراك أينما ذهبنا، مع أنّك جبان وبلا فائدة؟!
فأجاب إجابة مقتضبة:
أنا من لوازم الحرب!
كنا نسير معا أمام خيام المعسكر، سألته: لماذا أنت هنا، لماذا أراك أينما ذهبنا، مع أنك جبان وبلا فائدة!؟
قال: اصمت! دعني الآن، فالقائد ينادينا...
هرعنا إليه فقال:
اذهبا وأحرقا كل المراكب والسفن الراسية على الشاطئ!
فسارعنا لتنفيذ الأمر، وأحرقنا كل المراكب والسفن، عدا مركب صغير، توسّل إلي ألا أحرقه، ثم جرّه وأخفاه بين الصّخور، قال:
لنترك هذا للقائد، ربّما أراد النّجاة بنفسه!
جمعنا القائد المسلم طارق بن زياد، الأمازيغيّ الهُمام في صعيد واحد، وقف على صخرة عالية، وأخذ يلوّح بالسيف:
أيّها الجند، العدوّ من أمامكم، والبحر من ورائكم، وليس أمامكم والله إلا الموت، أوالثّبات والصّبر والنّصر، فسيروا على بركة الله!
ثمّ بدأ زحف الجيش، والقائد الهمام على رأسه.
نظرتُ حواليّ فلم أجد صاحبي، قلت في نفسي، لقد ضاع بين الجموع ...
وبدأتْ المعركة الطّاحنة التي يشيب لها الولدان، لم يترك القائد أمامنا خيارا، إلا الموت أو النّصر، فكان أن منّ الله علينا بالنّصر!
عدنا إلى المعسكر، تفقّدتُ صاحبي بين الجرحى والقتلى فلم أجده، بل وجدته يجلس بثيابه النّظيفة على صخرة إلى جوار المركب، بادر بالقول:
لابد من أحد ليحرس مركب القائد!
وفي آخر عهدنا في الأندلس، كنت أراه يتنقّل بين ملوك الطّوائف من واحد لآخر، كلّما سقطت مملكة انتقل إلى أخرى دون حرج! حتّى غادرها وهو يحمل (بقجة) أبي عبدالله الصّغير ويبكي إلى جواره كالنّساء مُلكا مُضاعا لم يحافظوا عليه كالرّجال!
ولمّا تركنا المغرب وانتقلنا لصدّ هجوم المغول على المشرق، كان معنا، يقول لي ولباقي الجند: لا قِبل لنا بيأجوج ومأجوج، ولكنّه قاتل على استحياء، وفرح بالنّصر، أو لأقل بدقّة: فرح بالنّجاة!
نحن الآن في حلب الشرقيّة، التي يدكّها الرّوس بأعتى أنواع القذائف والصّواريخ، يذهب من خندق لخندق، يقول: كيف لبندقية أن تردّ طائرة؟!
أمسكته من تلابيبه وسألته:
لماذا أنت هنا؟ لماذا أراك أينما ذهبنا، مع أنّك جبان وبلا فائدة؟!
فأجاب إجابة مقتضبة:
أنا من لوازم الحرب!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق