الثلاثاء، 4 أكتوبر 2016

( أميرة البحر والمطر )---- شعر : ماجد الخطاب

( أميرة البحر والمطر )---- شعر : ماجد الخطاب ----
----------------------------------
مازال يرحل في اشتهاء الغيم بعضٌ من رذاذ ْ
تلك الأميرة كيف تعبث بالمواويل التي ضاعت سحاباً ..
حيث كان الليل يكتب قصة ً لصباحها ..
وتروح تاركة ً بقاياها على درب يمرُّ به القمرْ
هو منذ حين ٍ ما يزال يعيد ترتيب التفاصيل العتيقة ِ ..
في زوايا نبضه المنساب بين فراشتين وزهرتين ِ ..
وأحرفٍ ثملت بأحلام الكبار ِ .. و بالمروج .. وبالسمرْ
كل المحطات التي مرّتْ بها ..
وقوافل الأشواق والآمال ..
هاهي تسريح الآن ..
توقظ حرفها المدفون بين النور والحبر الموشـّى
واحتراق الشوق ِ يَعرفها ..
ستقتحم الأميرة كلَّ أسوار المدينةِ ..
والجنودُ السمر .. والخوذات ..
والمتمترسين على حدود الحلم والبوح البريءِ يراقبون حروفها الأولى
على جدران كل محطة مرتْ بها قبل الرحيل .. ولا أثر ْ
نايُ المساء على نوافذها يرتـّـل أغنيات العابرين إلى شواطئ مقلتيها
هل رآها هاهنا منسابة ً ..
تحكي حكايتها لسربٍ من قطا
يصحو على هدب الندى المجنون فوق ربيع عينيها وبسمتها
وما ينساب من لحن ترتله الأميرة ُ ..
والصدى الآتي كموج ٍ من بحار الأمنيات ِ..
ومن جنوح منتظـَرْ
أتراك كنت هناك ..
فوق رصيفِ آخر ما مضى مما تـناثر خلفها
وتظل تبتعد المحطات الحزينة ُ ..
والقطارات التي لا تستريح و ليس يتركها السفرْ
قف لا تغامر .. أيها المزروع بين ضفيرتين على مدى الأحلامِ ..
تلك أميرة ٌ راحت تعاند قلبها ..
و حنينها للقادم المنسوج نبضاً في خلايا حرفها ؟؟ ..
إذهب .. و قل للعابرين بضفتـَيْ كلماتها :
لا توغلوا في البحر إنّ الريح توشك أن تهبَّ..
وكل أشرعة الأميرة..
أنهكتها الريح في ذاك المساء
وليس تدري كم يطول المستقرْ
يا عمرها المسجون في وهج النوى
يا آخر الأقمار دعكَ ..
و دَعْ سواحلَ بحرك المجنون ..
فرَّ إلى تلالك َ ..
والسفوح ِ الخضر ِ ..
يا هذا المسافر ..
ليس من حق التـَصـَحـُّرِ أن يقول غداً تعانقني الغيوم
ولستَ في فصل العطاء .. ولا مفر ْ
اكتب نشيدك َ .. وانتظر ْ زمن الشتاءِ ..
وغنِّ أغنية القدرْ
و اهدأ وردّدْ ذلك الحلم القديم فربما تأتي الغيومُ
و ربما يأتي المطرْ
◊ ◊ ◊


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق