الأربعاء، 28 سبتمبر 2016

الحلمُ المنهوبُ ... بقلم: الشَّاعر إحسان الخوري

الحلمُ المنهوبُ ...
بقلم: الشَّاعر إحسان الخوري
أميرَتي المُتعدِّدةُ الرَّحيقِ ...
لا جُدرانَ تَحمي الحُلُمَ المَنهوبَ ..
جِراحي تُباعُ عندَ عَتباتِ الفُراقِ ..
وتَصلِبُني علىٰ رَصيفِ الغيابِ ...
سيِّدَتي ...
سَيتلوَّىٰ الغَسَقُ الفائِتُ في الحُزنِ ..
يتَشقق ..
يَغيبُ في لَعنةِ الظَّلامِ الباقيَةِ ..
ويَذوبُ معَ سيجاريَ المُحتَرِقِ ...
سيِّدَتي ..
سَأزورُ قلعةَ أنوثَتِكِ المَرصودَةِ ..
لِتَكوني هَوَسي في هَذا الخَريفِ ..
وَجُنوني بِحاشياتِ المَطرِ ...
سيِّدَتي ...
لي في ذِمَّةِ القَدَرِ أنتِ ..
ناعمةُ الدَّفْقِ لَذيذَةُ الفَيضِ ..
بَنفسَجةٌ تكاثَرَتْ فيكِ الأنوثَةُ ..
سيِّدَتي ...
سَأُوزِّعُ بَعضي في أروِقَةِ جَسدِكِ ..
أحشو الزَّمَنَ بِرَغَباتي ..
لِيَسكَرَ الوقتُ ..
ويَثمَلَ الانتِظارُ ..
إنَّها بِدايةُ مَواسِمِ الأحمَرِ ...
عَينايَ راحَتْ تَغرقُ في القَريبِ ..
أبدأُ أُدلِّكُ شَفتَيكِ بِالقُبُلاتِ ..
فتعبَقُ شَفتايَ بِرائِحَتِكِ ..
يَختلُّ المَوعِدُ ..
يَطُلُّ نَهداكِ منْ نافِذَةِ القَميصِ ..
ابتِسامَةٌ نِصفُ خَجولةٍ وَحملَقةٌ ..
تُمزِّقُ القُيودَ وباقي الأربِطةِ ..
فتُقتَلُ نَظَراتي ..
إنَّها جَريمةُ النَّهدينِ ...
هُنا يَطفُقُ العِصيانُ والتَّمرُّدُ ..
يَرتَجُّ نهداكِ بِنظراتِ التَّشهِّي ..
أحدُهُما نَشيطٌ لا يتأخَّرُ ...
والآخَرُ يَحمِلُ شَهدَ الغِوايةِ ..
يَشهقُ الاثنانُ ..
يُريدانِ الاستِحواذَ على المُغامَرةِ ..
فَيَنضُجُ التُّوتُ على أمِّهِ ..
يَقطِفُ نبضَهُ ..
وهوَ المَسؤولُ عنْ لحنِ الجُنونِ ..
تُجمِعُ الجُنيَّاتُ على موتِ العَاشِقَيْن ..
إنَّهُ المَوتُ بعدَ العَطشِ الأخيرِ ..
تَقلَقُ أصابِعي ..
تَنشَقُّ عنِ النِّظامِ ..
تَعبَثُ بِكُلِّ شَرائِعِ أنحائِكِ ..
وَلا أخشىٰ علىٰ كُلِّ قَتلىٰ الجَسدِ ...
تُتابِعُ أمامَ عَينَيكِ قَوافِلُ القُبَلِ ..
تَرِفُّ عَيناكِ ..
فَيَغمِزُ نَبيذُ شَفتَيكِ بِالأنوثَةِ ..
يَتأرجَحُ الخَمرُ عليهِما ..
تَتأجَّجُ الوَشوَشاتُ ..
يَحملُ ناسِكُ الشَّفتَينِ نكهتَهُما العَتيقَةَ ..
يَنشُرُها في كُلِّ زوايا الجَسدِ ..
تنهزِمُ حُدودُ الأمكِنةِ أمامَ القُبُلاتِ ..
تَستحِمُّ الأحاسيسُ عاريَةً بِلا وَجَلٍ ..
فتَتكاثرُ الدَّهشةُ ..
تَجتَمِعُ بِعينَيكِ ..
وَتَخفُقُ العرَّافاتُ في تَقديرِ المَوقفِ ...
تَجتازُ نظرةً خاطِفةً إلى رُكبتَيكِ ..
حيثُ يَقطُنُ الدَّلالُ ..
ويَبدو هناكَ نُفوقٌ في عَددٍ من القُبُلاتِ ..
كانَتْ منْ قُبُلاتِ أعمالِ الشَّغبِ ..
فَتَعتَقِلُ ساقَاكِ القُبلتَينِ الخامِسةَ والسَّادِسةَ ...
وعلى حينِ دَهشَةٍ لا حِدَّةٌ ولا خُفوتٌ ..
يَهدأ وَطيسُ غَندرَةِ النَّهدَينِ ..
تُرَفرِفُ عَيناكِ بِأجنِحَتِها ثُمَّ تَلوذُ ..
تَتساقطُ النَّشوةُ وتُلقي وَصاياها ..
يَحمِلُ العِطرُ مَلامِحَ النَّشوةِ ..
تَفصِلُ النِّهايةُ المَوقِفَ لِصالحِ النَّشوةِ
فَأبقىٰ وَحيدَاً أُلاطِمُ أمواجَ الذَّاكِرةِ ....
من ديواني الرَّابع: نِساءٌ من شَمعٍ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق