مشيت دربا...
قبل أن أشدّ الرحال إلى أرض ليست أرضي ..أعطني فرصة أخيرة أضمّ فيها وجودك إلى صدري ..فرحة كتبتها قصة بحبر وريدي مشروع أمنية بين تقاطع الأسئلة..و أنا امرأة حطّت رحلها حرفا على أوراقك...سأعود لغربتي أتوسّدها من جديد ..أتأمّل ذكريات الطفولة حين كنت أختبر أمنياتي التي وسّعتها بين جدراني..أسافر بين حكايا أمّي و إخوتي و صورة يحملها مشهد الفقدان لشوارع ألفتها و العابرون فيها يرسمون آمالا تراوغ أقدار الأشياء ..و تذكرني الآفاق و انا أتأملها جالسة على شطآن الضوء أعانق حلما ...دون أن أدرك أنني سأصطدم في رحلتي بين هدبيّ و أمانيّ بموت المشهد الذي كانت تغطيه رائحة البخور و رقصة الأشياء وشجت جنون الحواس ...من فضلك...على مهلك غادرني ..فقاموسك الممتلئ بجفاء الكلمات أحرقني بردا لحظة الإحتضار واستوطن وجودك جبل الجليد فرميتني ذكرى بين الجرح و الجرح و أنا التي غنتك ...واقتلعتني من صيفي بسمة على ثغر الأماسيّ الكاذبات في كدر الوهم الذي اتهمني بالأين..
ينتابني شعور باللاوجود و الفقد يفاجئ ألفة الأزمنة و الصمت يسكت دقات الأجراس التي طاردتُها ذات ضوء تخطّفني بين برق و رعد كالداله الذي يدخل دائرة اللاوعي و هو يحسن الظن ّ بسحر الكلمات التي سقتني ولعا صبحا و مساءا ..كان لغزا يحترف جمع الأدوار من كلّ الجسور التي تحطّمت فيّ و كأنني تعاقدت مع القصيدة لأنجز حزنا كاملا ..
على مهلك غادرني..فأنا لم أقرّر زمن حبّي لك حين التقيتني على باب الأبجديّة وأهديتني ياسمينة و حنين رسمت بها خريطتي فيك و تضاريس حبّ و بعثرة حروف رتّلتك أغنية و عبرتك سهلا و نهرا و قافية..
اعطني فرصة أنفض عنّي غبار الأسئلة..و أتعوّد الهدوء بيني و بيني في عرس الرحيل ...دعني أتعوّد عليّ بدونك ...
ف..على مهلك غادرني دون أن تكسر الذكرى بحبر القلم..
نسيمة بن سودة...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق