السبت، 24 سبتمبر 2016

عودي/ إلى بغداد / .. بقلم الأستاذ / ياسين الزبيدي

عودي/ إلى بغداد /
-------------------------
كفاك تجولا في مناطق الرماد فما زال هناك متسع للبياض، ألا تعلمين بأن الأرض لم تزل تحتضن الكثير من خطوات الطيبين؟ ! وأن هدير الدم المهدور لايمكنه أن يطغى على صوت الماء المتدفق في السواقي والأنهار كي يمنح الحياة. .
اعلمي بأن البوم لايمكنه أن يغتال الحمائم بنظرة الشزر التي تطلقها عيناه، واعلمي بأن حاملي السكاكين يكادون يتلاشون أمام حاملي الزهور. 
اطردي من عينيك ضباب الحروب ودعي العاشق المهاجر يؤوب لكوخه المقام على ضفة النهر،دعيه يعود لكل شيء جميل لقدحه المعجون من فخار حبك، لاوراقه الصفر التي أمتلأت بكلمات الحب، ذلك الحب الأصيل، دعيه يعود لشبكة صيده التي عاد بها ذات ظهيرة وهي ملأى بأسماء عشقك، دعيه يعود ولن يعود إلا بتفاؤلك ياشهرزاد هذا الزمان.
من أين جاءك كل هذا اليأس؟ !
وأنت من جعل شهريار يذوب وجدا بك وبحكاياك التي كنت تبتدئينها في المساء ولاتنتهين منها إلا عندما يقبل الفجر وجنة السماء ويعلن الديك بصياحه عن نهارسعيد حتما. ..
عودي كما كنت كي تعود الأشياء رائعة،جميجميلة كما كانت. .
أدعوك لتمسحي بعشبة التفاؤل وجهك الذي لا اتصوره غير وجه صبوة مليء بالاسرار والحكايات. .
عودي كما كنت كي يعود للأشياء ملمسها الحقيقي، صباحك جميل، وليلك هادىء ونهاراتك طيبة وضاءة فلماذا كل هذا الكم الهائل من اليأس والفناء والرغبة في الموت والانتهاء. .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق