" ثائر "
قصة قصيرة
بقلم/ سليم عوض عيشان ( علاونة )
غزة – فلسطين
================
تنويه :
بطل وأحداث حقيقية .. حدثت على أرض الواقع .. وليس من فضل للكاتب على النص .. اللهم سوى الصياغة الأدبية فحسب .
" الكاتب "
--------------------
إهداء متواضع :
إلى بطل النص : الأسير القناص " ثائر كايد قدورة حماد " .
----------------------
" ثائر "
- " واحد " ...
مال ناحيتها بعد أن نطق بهذه الكلمة .. ربت عليها بحنان ورقة ... قبلها قبلة خاطفة .. راح يداعبها بأنامله بحركات رشيقة متتابعة .. وشبح ابتسامة عريضة ترتسم على محياه ..
- ... " اثنان " ...
للمرة الثانية كان يميل نحوها ... يربت عليها بحنان ورقة .. يقبلها قبلة خاطفة سريعة ... يداعبها بأنامله بحركات أكثر رشاقة ... والابتسامة العريضة تتسع لتطغي على محياه وكيانه .
- ... " ثلاثة " ...
... " أربعة " ...
.... " عشرة " ..
... " عشرون " ..
... ست وعشرون " ...
وفي كل مرة .. كان يميل نحوها أكثر .. يربت عليها أسرع ... يقبلها أجمل ... يداعبها أروع ... والابتسامة تملأ الكون من حوله .
لم تمل بدورها المداعبة .. التربيت .. القبلات .. ففي كل مرة كان يفعل معها مثل هذا أو ذاك .. كانت تزغرد عالياً ... فرحة وسروراً وسعادة وبهجة ...
... في النهاية .. انفجرت ؟؟!! .. انفجرت من شدة الفرحة .. ومن شدة لعلعة صوتها بالزغاريد المتلاحقة ... وأيضاً لأنها كانت كبيرة السن بشكل ما ؟؟!!
فهي لم تعد لتتحمل مثل كل تلك الفرحة والسعادة .. ولم تعد لتتحمل كل هذه الأصوات المدوية التي كانت تطلقها في أرجاء المكان في كل مرة ... فلقد كانت كبيرة السن .. على الأقل فإن عمرها كان منذ سنوات الحرب العالمية الثانية ..؟؟!!
انفجرت بين يديه .. قبل أن تنتهي مهمتها ... وقبل أن ينهي مهمته .. قبل أن يكمل العد حتى السبعين على الأقل كما وعدها .. ووعد نفسه ... وقبل أن تمكث معه لبضع دقائق أخرى يكمل فيها مهمة القبلات والزغاريد اللامتناهية ...
شبح ابتسامة تغطي محياه ... وثمة تمتمة شكر لها لما قامت به من تأدية المهمة ، مال نحوها يقبلها القبلة الأخيرة ... وهو يودعها قبل أن يغادر المكان .
... ألقى نظرة أخيرة .. هي بمثابة نظرة الوداع على المكان ... التقى بصره بها ... حياها تحية عذبة سامية .. بينما كانت هي ترقد أشلاءً مبعثرة إلى جانب بعض بقايا اللفافات من الطباق المحلي ( السجائر المحلية " اللف " ) .. وإلى جانب ستة وعشرون مظروفا نحاسيا ... كانت تضمهم إلى صدرها الممزق بحنان ..
حانت منه التفاتة .. إلى الجانب الآخر .. حيث الطريق العام ... الشارع الرئيس ... وقد تكدست على جانبيه .. ست وعشرون جثة ؟؟!!
(( انتهى النص .. ولم تنته الملحمة البطولية ))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق